مجلس الأمن : صمت دهرا ثم نطق كفرا

كلما اشتد الخناق على رقابنا ظننا أنها لا تشتد إلا لتفرج، لكن ما يحدث معنا عكس هذه القاعدة، فهي لا تشتد إلا لتزيدنا ألما و تزيدنا وجعا و بعدا عن الوطن، حيث عقد مجلس الأمن أخيرا جلسته التي طال انتظارنا لها، و ليتها ما عقدت، إذ كانت الأسوأ على الإطلاق و الأكثر إهانة لقضيتنا.

 و كما كان متوقعا فقد قرر مجلس الأمن أن يصادق على تمديد مهمة بعثة المينورسو لستة أشهر إضافية و رغم أن ثلاثة دول لم تصوت لصالح الأمر، و قررت الامتناع و الحياد السلبي.. و الجديد ليس في تمديد مهمة المينورسو بل بما تحقق من مكاسب وضعت في سلة العدو المغربي و نقصت منها سلة الدبلوماسية الصحراوي التي تسجل بالمناسبة واحدة من العثرات الدبلوماسية الأكثر ضررا، و التي تندر بأن العدو و المنتظم الدولي يحيكون ضد القضية الصحراوية أمرا مريبا في ظلمات نيويورك.

 كما أن التقرير الأممي جاء مجانبا لقضيتنا إلى حد التطرف لصالح العدو، و قد اعتبر مشاركة الجزائر في المفاوضات خلال جولة جنيف المقبلة إلى جانب موريتانيا لن تكون بصفة بلد مراقب، و هذا ما كان يطمح إليه العدو المغربي و ناله، بل التقرير تمادى في إغضاب الشعب الصحراوي و تبجيل العدو من خلال وصفه للمقترح الذي تقدمت به قوة الاحتلال “الحكم الذاتي” بالحل الجدي و ذا المصداقية، كما زاد التقرير في عزلنا عن طموحاتنا بعد أن ذكر القيادة بما سبق و تقرر من التزام، بعدم نقل إي هياكل إدارية إلى الأراضي المحررة و التي لم تعد محررة و لم تنص التقارير الأممية على أنها محررة.

هذا التقرير الأممي الأخير يكفينا لنفهم كصحافة و كرأي عام صحراوي و كنشطاء.. بأن المراحل القادمة لن تكون لصالحنا بأي حال، خصوصا في ظل الوضع الدولي المبهم و غير المستقر و انشغال العالم بقضايا أكثر تعقيدا من قضيتنا، و أن الوقت لم يحن بعد لنسمع صوتنا إلى هذا العالم الذي لا يريد سماع صوت غير صوت المصالح و أرقام الاقتصاد.

Comments are closed.

%d مدونون معجبون بهذه: