القمة الأوروافريقية الخامسة إخفاق جديد لقيادتنا الصحراوية و تأكيد على هيمنة العدو دبلوماسيا

استفاقت الأوساط الصحراوية مرة أخرى على إخفاقات القيادة الصحراوية في تدبيرها لملف قضيتنا الذي طال أمده، و هذه المرة من بوابة القمة الأورو-افريقية الخامسة بأبيدجان و التي فاجأتنا بالحضور القوي و الوازن على ارض الواقع للمحتل المغربي الذي ظهر كما لو أنها ليست قمة بل هي حفل ترحيبي أقيم على شرفه، و الصور خير دليل على ذلك لأنه كان يتقدم رؤساء الدول بمن فيها الأوروبية، أما زعيمنا الذي كنا نمني النفس ان يحظى و لو بقيل من الترحيب و الاهتمام رأيناه وحيدا لا يكلمه احد، منزويا في الصفوف الخلفية مع سفراء الدول و ممثلي المؤسسات و بعض الوزراء كما لو حضر كشاهد على قمة لا مكان فيها لمطالب القضية الصحراوية.

و كي نكون صريحين مع أنفسنا كشعب صحراوي تواق للحرية و الاستقلال منذ ما يزيد عن أربعة عقود، فالقمة الإيفوارية وضحت الكثير من الغموض و شرحت بعض الوضعيات المعقدة و التي أغرقتنا في الشك، كان أهمها درجة التأثير الدبلوماسي لجمهوريتنا وسط القارة الإفريقية، حيث ظهر التيار الفرنكوفوني المعادي لمصالح الشعب الصحراوي و المنادي بتصفية تركة القضية، مما جعلنا نحس بأنه لم يعد لنا مكان  أو بتعبير أبلغ.. لم يعد مرحبا بنا، بالرغم كل الكلام المنمق الممزوج بلون الانتصار الذي يروجه إعلام قيادتنا، و الكم الهائل من مساحيق الإعلام التجميلية على الصفحات التي حاولت إكساب صورة قائدنا في المشهد الختامي للقمة رداء النصر.. إلا أن الواقع يفضح كل الأسرار و يكشف المتغيرات المشوهة في إعلامنا و التي لم يكن متاحا إخفائها بأي حال من الأحوال.

مرة أخرى يظهر سوء التدبير القيادي لقضية الشعب الصحراوي و الذي ظهر ضعف نظرها أمام حنكة العدو دبلوماسيا، و كان جلوس رئيس جنوب افريقيا الذي كان من اشد المعارضين للعدو على طاولة الحوار و البسمة تعلو على وجهه كما لو أن حلما قديما تحقق، خير دليل على اننا اصبحنا شعبا منسيا في خلاء الجزائر و قضية مركونة في دواليب أرشيفية لن ينفض عنها الغبار.

Comments are closed.

%d مدونون معجبون بهذه: